رسالة من السيد عبد الملك الحوثي الى أبناء الجنوب
أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن مناسبة الاحتفال بالذكرى الـ54 لثورة الـ14 من أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني ، “تُعتبر فرصة مهمة جداً في هذا التوقيت بالذات لاستنهاض شعبنا العزيز وفي المقدمة المحافظات الجنوبية للتحرك الجاد والإحساس بالمسؤولية ضد الاستعمار الجديد والاحتلال البغيض الذي هو احتلال لصالح أمريكا بأقنعة عربية تتقدم فيها الإمارات العربية المتحدة في الجنوب إلى جانب النظام السعودي.
وفي حوار أجرته معه صحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم الجيش اليمني ، اعتبر السيد عبدالملك الحوثي أن “ما يجري اليوم على البلد وعلى بعض بلدان المنطقة لا يختلف عن ما فعلته بريطانيا إلا من حيث الأساليب.. أساليب الاستعمار.. اليوم اختلفت بعض الشيء وإلا فالمسألة واحدة هي مسألة احتلال وسلب للحرية ومصادرة للاستقلال والسعي لاستعباد شعوبنا في المنطقة ككل وشعبنا اليمني المسلم العزيز.”
وأضاف السيد “عندما نلحظ الوضع الراهن في بلدنا العزيز وفي المحافظات الجنوبية المحتلة نعتبر الحالة القائمة وشعبنا تحت عدوان يعاني من عدوان كبير وفي نفس الوقت المناطق الجنوبية والمحافظات الجنوبية تعاني من احتلال فمن المفترض أن تكون عملية الاحتفال في حالة اندفاع أو حالة دافعة لمواجهة هذا المحتل لا أن تكون في ظله”.
واعتبر أنه “من السخرية أن تكون حالة الاحتفالات هذه في ظل المحتل وتحت راية المحتل” ، مشيراً أن “هذا يبعث على الغرابة والتعجب!! ويحول المسألة إلى مسألة مفرغة من مضمونها ومن دلالاتها وكأنها فعالية عادية تقام تحت راية المحتل الجديد”.
وأكد السيد أن “ما يجري اليوم في الجنوب تحت راية المحتل هناك لا يمثل كل أبناء الجنوب” ، وأنه “لا يزال هناك الكثير من الإخوة المواطنين في الجنوب الأحرار ومستائين جداً من الاحتلال القائم”.
وتابع: ولربما مشاكل الماضي ساهمت إلى حد كبير في التهيئة لهذا الاحتلال وفي تكبيل البعض هناك من التحرك ضد الاحتلال نتيجةً للإرث الماضي المشحون بالمشاكل والمعبأ بكثير من التعقيدات التي أنتجت ظروفاً صعبةً ومعقدة في الواقع الجنوبي مهدت لهذا الاحتلال, واستغل بعض الانتهازيين والبعض من الشخصيات التي لها طموحات سياسية بدون أي التفات إلى مبادئ ولا قيم وراهنت على هذا المحتل لتحقيق تلك الطموحات السياسية وكانت النتيجة كارثية, وجلب الاحتلال إلى بلدنا العزيز وفي المقدمة الاحتلال للجنوب ليس فيه أي خير للإخوة في الجنوب وهذا قد تجلى لكثير من أبناء الشعب اليمني في الجنوب وفي بقية المناطق والمواطن الجنوبي اليوم يعاني الأمرين من هذا الاحتلال فلا أمن ولا حرية ولا كرامة ولا حلول للمشاكل الاقتصادية، بل إن الانهيار الأمني والتدهور الاقتصادي وحالة الانفلات واللا دولة هي الحالة القائمة والجاثمة في المناطق الجنوبية.”
وخاطب السيد عبدالملك الحوثي أبناء المحافظات الجنوبية قائلاً “على كل الأخوة في الجنوب وفي المقدمة من قبلوا بحالة الاحتلال وتعاونوا مع الاحتلال لحسابات سياسية ، أن يعوا أنهم لن يصلوا إلى نتيجة أبداً, ولن تلبى رغباتهم نهائياً فالمحتل له أهدافه الخاصة وله أطماعه وإذا أعطاهم شيئاً فهو يأخذ بأكثر مما أعطى ويستفيد بأكثر مما أفاد وينتفع أكثر مما قدم والخسارة كبيرة جداً لمن يقف إلى صف من يحتل بلده ويستعبد شعبه.”
وأكد السيد الحوثي أن الحالة في الجنوب في ظل الاحتلال “مأساوية وحالة لا تختلف عن وضعية الشعب الفلسطيني ولا عن وضعية أي شعب محتل من حيث فقدان الحرية والقرار والإرادة وتحكم الأجنبي وبات الأجنبي اليوم إضافة إلى تحكمه بكل تفاصيل الأوضاع هناك يتجه لتثبيت وضعه في المناطق الاستراتيجية ليجعل منها قواعد له وإضافة إلى ذلك يتجه لبداية عمليات النهب للثروات وفي مقدمتها الثروة النفطية وقاموا في سقطرى بنهب حتى الحجارة.
وعن حل القضية الجنوبية شدد السيد على أنه “يجب أن يكون ضمن توافق في البلد بين المكونات الرئيسية لهذا البلد، ونحن قلنا في مرحلة ماضية يجب أن يكون حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً لا يكون فوق العدل, لا تحت العدل, فليس من الصحيح طرح خيارات لا صلة لها بجوهر المشكلة وتقدم كمعالجات وحلول ولا يناسب أيضاً أن تكون هناك مساع لظلم الأخوة في الجنوب وانتقاص من حقوقهم والإصرار لتجاهل جروح الماضي التي حلت بهم.”