==========
مصطفى المغربي
———————
حركة أنصار الله هذه الحركة الفتية القادمة من صعدة التي لم تكد تكون يومآ معروفة في الساحة السياسية اليمنية لدى السواد الآعظم من اليمنين ، ولم تطفوا على السطح إلا حين تصدرت تظاهرات يوليو وأغسطس ٢٠١٤م المطالبة بإسقاط جرعة الموت ، حتمآ سيتحدث البعض أن أنصار الله كانوا في صفوف ثورة فبراير٢٠١١م وأنهم شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني ، ولكنني اتحدث عن معرفة السواد الاعظم من اليمنيين بهذا المكون وليس عن معرفة السياسين أو الاعلاميين أو المتتبعين للأحداث ، فالسواد الاعظم من اليمنين لم يسمع سوى بالحوثيين كمتمردين كما كان يصفهم إعلام السلطة وإعلام الإخوان آنذاك وذلك منذ شنت الحرب الاولى عليهم في صعدة حتى أنتهاء الحرب السادسة ، فقد تم تصوير هذه الجماعة كجماعة مارقة ومتمردة على السلطة ، علاوة على أنها عميلة لإيران ، وانها جماعة طائفية تعمل على نشر الفكر الإثنى عشري الرافضي ، وعلى هذا النحو وبكل بساطة تم شيطنة حركة أنصار الله لدى السواد الأعظم من اليمنين في تلك الفترة ،
وعودآ إلى ما بعد ثورة الشعب في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م التي قادتها هذه حركة أنصار الله ضد مافيا الفساد التي فرت أغلب قياداتها هاربة تجر أذيال الخيبة من العاصمة صنعاء ، فقد التحق بحركة أنصار الله عشرات الالاف دون فرز من جميع المكونات وأغلب من انظموا اليها إيمانآ منهم بأنها حركة ثورية شجاعة أستطاعت إجتثاث راس هرم المافيا اليمنية وأهم آذرع العدو الحقيقي لليمن “مملكة الشر” الجارة السعودية وهو قائد الفرقة المدرعة الاولى الجنرال العجوز علي محسن الاحمر الذي كان يعد نفسه أعلى من سلطة النظام اليمني وفوق كل السلطات الدستورية اليمنية إن لم يمكن كذلك حقآ علاوة على فرار قوى النفوذ والفساد الآخرى التي أستقرت بعضها في أسطنبول ،
عقب ذلك كانت الآحداث السياسية تتسارع في الوقت الذي يتسارع فيه الكثيرون وبأعداد كبيرة للإنظمام الى حركة أنصار كما أشرنا دون فرز والتي تخللت إعلان هادي إستقالته وتلاها في آن واحد إستقالة حكومة بحاح وحينها كان لزامآ على أنصار الله مسك زمام السلطة بإعلان البيان الدستوري وإن كان هذا البيان وبحسب محللين من الآخطاء الذي وقعت فيها الحركة نتيجة تقويض سلطة مجلس النواب ليس حبآ منها للسلطة كما يضن الكثيرون ولكن نتيجة إغتيال أهم العقول المفكرة قبيل ذلك كالشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل المعارض الأول لفكرة الأقاليم دون وجود دولة قوية وجيش قوي وإقتصاد كافي لدولة إتحادية ، ولإنضواء نخب سياسية للحركة كانت تكن البغض والعداء للنظام السابق ولا هم لها سوى عدم إعادة السلطة لحزب الأغلبية دستوريآ ممثلة برأسة مجلس النواب فقد أشارت على الحركة بإعلان البيان الدستوري بصيغة اعتبرها البعض ركيكة ومتناقضة …
بعد فرار هادي أخذت حركة أنصار الله على عاتقها مسؤلية سد الفراغ في السلطة عبر اللجنة الثورية التي آحتوت الكثير من المكونات ولكنها وقعت في فخ تمثيلها في المؤسسات بشخصيات جديدة غلب على عدد منها طابع الإنتهازية والفساد فضلا عن افتقارها للتأهيل والكفاءة والمعرفة والخبرة في العمل الإداري والمؤسسي وهؤلاء هم آكثر المحسوبين على هذا المكون ومن أساؤوا إليه بحسب محللين أيضا ، ورغم كل ذلك يرى البعض أن حركة أنصار الله تضل حركة فتية ثورية شابة متجددة وفي حال بقائها على طهارة مبادئها حتمآ ستتخلص من المتعلقين في جلابيبها لغايات آنانية ومصالح ذاتية ضيقة .
يتبع الجزء (٢)
