عن رحلتي الى جبهة المخا
#رند_الأديمي
ثمة مخاوف قبل الولوج الى جبهة المخا وخطوط النار
رصيفا طويلا لاتصحبه الا لفحة الشمس والسكون المبهم ….
تبدوا تلك الطرق العامة المؤدية الى الجبهة شبه خالية حتى تقرر النزول حيث البيوت القشية والنخلية الملتفة حول بعضها بشكل دائري كسمرة ليلية حول موقد النار
عششا صغيرا تحمل قصصا أليمة ووجوها مغادرة
منهم من صعدوا للسماء جراء الغارات العمياء
ومنهم من لايزال يحيا ويبعث الروح للمناطق التي لاتعرف إجازة مع الموت
لم ينزحوا بعد السكان المتبقين
لأنهم يشعرون بالقوة وهنالك جنودا يحوطوهم بالأمان جنودا يموتون ليحيا وطنا يمتد شمالا وجنوبا وبدون أي إستثناء طائفي أو حزبي
يخيل لنا ولكل زائر لتلك الجبهة للوهلة الأولى
أنه شيئا مرعبا وجنونيا للغاية…وعند دخولك للخوخة تسقط عليك سكينة الوطن أجمع
هنالك معركة الحقيقة
معركة الكرامة والسيادة …معركة الحق المطلق مع الباطل المطلق ولا تأويل أخر تحمله تلك الجبهة
تسائلت للحظات لماذا أهالي تلك القرى لازالوا هنا لماذا لم ينزحوا بعد!
ولم أجد جواب الا عند رؤيتي لرجال الرجال حيث أنني قررت البقاء برفقتهم برأسا غطائه الأف١٦
_____
الى الأن لم نسمع عن ملف نازحين المخا وبرغم جنون الطائرات ولكن ماذا إن سيطرت قوات العدو هناك وذلك بالحلم البعيد سنجد أهالي تلك المناطق تصدع ملفات نزوحهم في عموم مديريات المحافظات
___
رجال الرجال
هذا المصطلح يبدوا بخيلا ونحن نصف رجالا يرسمون من جماجمهم إستراتيجة المنطقة أجمع
كانوا هنالك وببنيان مشدودة يلتفون حول بعضهم وبروح حاضرة تنعش كل الموت المحيط
هنالك كانوا جميعا وإن تفرقوا
وهنالك تبطل كل المهاترات السياسية وتراشقات المفسبكين والمغردين
يغادر تلك الأجساد السقم والعلة ويغادرها ترف المعيشة..
ظلوا يتبادلوا الحديث الشجي الممزوج بالنكت ولاسقوف رملية تظللهم
كم كنت قزمة وأمُية وإن حملت الكتاب وأنا أتلقى علم الهوية من هولاء الجنود !
____
قال قائلهم كم توددنا لقياداتنا للحاق بالجبهة والحمد الله نلنا شرف القتال والإلتحاق بالجبهة
وتذكرت المقاتلين الخاويين الذين يجيشهم العدو وهم لايتحركون الا وفق وعود كاذبه ودفع مسبق حينها أدركت وأمنت!
____
قصص من نور
أبو الحسين رجلا صدق ماعاهد الوطن
أنتظروني في الجزء الأخر من قصص المجاهدين