تعز وجع لا ينتهي
…
كتبت-عفاف محمد
ينبثق من التلال الخصيبة والجبال الملتوية والمخضرة حكايات وحكايات…
من الجحملية الى الشماسي الى الصراري سمعنا عن سمفونيات
من ذكرياتهم عن ترابط حميم بين تلك الجدران التي باتت ركام وحطام وكانت تشع حياة
وبين سكانها الذين اضحوا نازحين في صنعاء اليوم يتبادلون الذكريات الحميمة التي مضت …
هناك .. كانت الحياة تصج بصخبها حيث كانت تنبض بالمحبة والوئام حيث الترابط الأسرى والأكلات الشعبية والمراعي والمزارع والقات المتنيز …
وياحلوها من ذكريات فيها من التراحم والتأزر فيها من المرح والخفة
فهل يطيب للفرد منا عيش رغيد غير الذي اعتاده وشب عليه..وهل يستلذ بمقام لم يعهده و لم يتطبع عليه؟!
هناك في تعز العز حيث تمطر السحابة شموخ بديمة مالها تجافي
هناك طرف الحديث وقصب السباق في فروسية الأدب حيث البيان والتبيان والبلاغة ومأوى امهات الكتب…
اليوم دارس الأطلال تحكي الحكاية ..
اليوم نبكي ونطرب…فلذكراها يرقأ الدمع ويفتر الثغر…
على ماحل بأديم وارض تعز حيث كان يربع بها قوم ذات اسلاف و كانت أمن لكل ذي وجل …
اليوم تحكي الرياح الصرده والرياح الدافئة ماذا حل وماذا جرى…اليوم الجدران المتهالكة تحن لأهل الدار فتسل متى يكون التلاق ؟!
صارت السحب الغوادي تأن وتبكي لفقدان اهلها
اليوم سال النحيع
بعد ان جثم عليها مخيفي سبيل فكان وزرهم فادحا
نباشوا القبور ممثلي الجثث…
جعلوها منها مدينة غائمة عائمة بالدماء لا صوت فيها غير نباح الكلاب وعويل الرياح و طلق الرصاص و صوت المدافع ..حتى أنين اهلها ممن لايزالون هناك وهن وخمد..
تلك الفصائل الخبيثة عاثت واجرمت أسرت وكبلت شردت و استحوذت نهبت ومزقت فأي هوية يحملون أؤلائك …واي بطون هي التي انجبتهم؟!
هل هم مسلمون هل يحملون في جنبيهم قلب ينبض
هل يعرفون معنى الولاء للوطن ماهدفهم ما قضيتهم ما مبدائهم؟!
لاصورة في مخلينا عنهم سوى فئة رخيصة مندسة عابدة للمال والمشتية للسلطة تجعل من جثث الضحايا جسر تمشي عليه
واحراه عليك يا تعز الإباء من سينصفك من الوحوش الأدمية
ومن سيداوي جرحك و وجعك الذي طال مداه…
من ؟!