شاهدقلم لايساوم

معايدة و مواساة

بقلم /

حمير العزكي

 

يطل علينا عيد الفطر المبارك ونحن نعاني من ضائقة مالية كبيرة وفاقة مؤلمة وعوز وحاجة شديدين وذلك وبلاشك جراء استمرار العدوان الغاشم والحصار الآثم من التحالف السعودي الامريكي الظالم ، مهما دفعتنا وطأة المعاناة على توجيه الاتهامات نحو الداخل واضطرنا جور الحال على تحميل المسؤولية طرفا ما من اطرافها والعذر ملتمس في ذلك للبسطاء والعامة ، فصاحب الحاجة اعمى لايرى الا قضاءها ، كما أن أداء حكومة الانقاذ لم يكن مرضيا ولامجديا كما يجب ، في السعي لايجاد حلول ومعالجات في حدود المتاح والممكن ولن يمر تقصيرهم وتقاعسهم وتخاذلهم مرور الكرام ، فلابد من يومين سيحاسبون فيهما لامحالة ، الأول قريب والثاني ليس فيه ريب ، ولأنهم مسؤولون فسيسألون من الشعب ومن رب الشعب.

 

ومع اطلالة هذا العيد اوجه الحديث  الى البسطاء المكلوم حرفي مثلهم والى العامة الذين أعاني معهم وانا واحدمنهم  بعيدا عن النخب المترفة المدلله والنخب الطامعة في الترف والتواقة الى التدلل ، والنخب التي شربت نخب العمالة والارتزاق على طاولات العهر في بارات الخيانة.

اليكم احبتي يامن بكم ينتصر المحاربون وعليكم يؤمل المقاتلون ومنكم يستمد الثبات المرابطون وفيكم تتجلى انجازات وانتصارات المجاهدين ، اليكم اتحدث ببساطتكم وبوضوح يحاول مجاراة وضوحكم وبصدق اتمنى ان يداني صداقكم وأعلم جيدا كم استهدفكم الاعلام المنافق قبل المعادي والاقلام الحاقدة الموتورة قبل الاقلام الناقمة المأجورة ، محاولة النيل من صمودكم والعبث بوعيكم وتغيير قناعتكم وتوجيه مشاعر معاناتكم الى من يعانون معكم ويبذلون ارواحهم وراحتهم معكم ومن اجلكم.

 

سادتي البسطاء وعامة المستضعفين نعم ، نعاني جميعا من وضع مالي سيئ جدا وفقر موجع مدقع ولكن مهما بلغت حجم معاناتنا فلن تصل الى معاناة اخوة اخرين لنا فقدوا حياتهم ومنازلهم وابناءهم واقاربهم واحباءهم ، فمهما كان مؤلما العيد مع صعوبة الحياة يظل العيد مع فقدانها اكثر ألما ، ومهما كان موجعا العيد والمنزل خاو على رفوفه من الاحتياجات الضرورية يظل العيد في منزل مدمر او في عراء بلا منزل أشد وجعا ، ومهما كان محزنا الشعور بالعجز عن كسوة اطفالك وادخال الفرحة على قلوبهم في العيد يظل بلاشك العيد الاكثر حزنا وحسرة هو العيد واطفالك تحت الركام وفي رحاب الذكريات وضيافة المقابر ، وما أقسى العيد وابناؤك واقاربك لايستطيعون الوصول اليك لمشاركتك فرحة العيد بسبب عدم القدرة المادية ولكن يظل الاقسى ان لاتستطيع الوصول اليهم ولو حتى هاتفيا لأنهم في جبهات العزة والشرف ولاتعلم متى تأتيك بشرى ارتقائهم معراج الشهادة وكم هلت على القلوب المؤمنة في يوم العيد الذي جلبت متطلباته المعاناة لقلوبنا .

 

كم مرت من الاعياد علينا والفقر يحاصرنا والحاجة تجتاحنا و عسر الحال يغتال فرحتنا ؟؟ وكم صبرنا ولامبرر للصبر حينها ؟؟ و صمتنا وحقوقنا في أيادي من يبكون اليوم على عيدنا ؟؟ ، فهل نتخلى عن الصبر وقد صار الصبر بوابة النصر ؟! ، وهل نهتز ونخضع وقد بات الصمود وسام عزة وكرامة  ؟!

 

اللهم في سبيلك صبرنا وصمودنا وعناؤنا وشقاؤنا فأعنا يا مولانا وعجل النصر لنا والفرج علينا والنيل من اعدائنا يا عزيز ياجبار يا أرحم الراحمين

رند الاديمي

ما أمر مواعظ السعداء علي قلوب التعساء ..وما أقسي القوي حين يقف خطيبا بين الضعفاء

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com