الزبيدي محاصر و المفلحي يُمنع اليوم من عدن
ان هادي قد استقبل المفلحي يوم امس في الرياض لاداء اليمين الدستورية بعد تعيينه محافظ لمحافظة عدن خلفا للزبيدي ، و كان يفترض به ان يصل الى عدن ليباشر مهامه اليوم الاثنين وكانت قد تمت ترتيبات في مطار عدن استعدادا لعودته .
تأجيل وصول المفلحي الى عدن الى يوم غد يثير التسأول عما وراء هذا التاجيل او ما الذي منع المفلحي من العودة الى عدن كما كان مقررا ، ولاشك ان الاجابة ذات علاقة بمدى جهوزية عدن للاستقبال و تمكين السلطة المحلية لها بعد الاطاحة بسلطتها المحلية السابقة برأسة المحافظ السابق الزبيدي .
تسلم السلطة المحلية الجديدة لمهامها سيكون كسرا للواقع الذي ساد في عدن طوال الفترة الماضية منذ اعتبار عدن ” محررة ” و كان هناك تعمد لعدم قيام اي مظهر من مظاهر سلطة هادي في عدن و تكريس سلطة الفصيل الانفصالي فيها ، وبالتالي فتسلم السلطة الجديدة لمهامها فعليا في عدن ستكون نقلة نوعية في السلطة هناك ولصالح سلطة هادي وسلطة هادي يفهمها الحراك الجنوبي دولة الجمهورية اليمنية اي دولة الوحدة .
بعد قرارات هادي الاخيرة تولدت ردود افعال عكسية تجاهها و كون توقيف اعتماد توقيع الزبيدي واعتماد توقيع المفلحي وكذلك سحب اي اموال من حسابات المحافظة تطلب توجيها من هادي ولم يتم بصورة آلية او بتوجيه من المفلحي نفسه كمحافظ جديد فان التوجيه يعكس ان هناك عقبات تواجه السلطة المحلية الجديدة .
ردود افعال الحراك و الدعوات للزحف باتجاه عدن و التحظير لمهرجان كبير رفضا للقرارات تعكس حالة تشنج تسود عدن ولازالت السلطة المحلية غير موجودة فيها وتوقع ان ترتفع حالة التشنج هذه قائمة دون شك والا لما تم تأجيل عودة المحافظ الجديد الى المدينة .
الامارات هي التي تلقت الضربة بقرارات الاطاحة بالسلطة الموالية لها في عدن فيما يتعلق بتنافس الاجندات الاماراتية السعودية ، و الحراك الجنوبي هو كذلك الذي تلقى الضربة فيما يتعلق بتنافس سلطة الحراك و سلطة ” الشرعية ” ، وبالتالي فتهيئة الاوضاع في عدن للسلطة الجديدة هي امر متعلق بموقف الامارات و موقف الحراك وردود افعالهما تجاه تلك القرارات .
الامارات يبدو ان موقفها قد حسم وسلمت بالقرارات و بلعة خصتها مستوعبة ان ماتم هو توجه دولي في عدن و الجنوب ككل و لم تعد ملابسات التنافس مع السعودية كما كانت قبل القرارات ، و كانت تغريدة انور قرقاش وزير خارجية الامارات تحمل الموقف الاماراتي تجاه القرارات وان الامارات و السعودية موقفهما واحد تجاه تلك القرارات ، وكون هذه التغريدة لم تأتي الا بعد ايام من صدور القرارات و بالتزامن مع زيارة ” ميركل ” لها وبعد لقاء السفير الامريكي للمفلحي المحافظ الجديد فان ما قاله قرقاش ليس لغة مجاملات دبلوماسية مألوفه وانما اعلان بقرار الامارات تجاه السلطة المحلية لعدن ولو على مضض .
مع ان القوات الاماراتية لازالت في مطار عدن الا انه يمكن القول بانه ليس المانع من عودة المفلحي الى عدن اليوم تخوفات ان يجد نفس ماوجد مهران القباطي عند عودته الى عدن قبل قرارات هادي بساعات فالموقف الاماراتي قد اختلف كما عبرت عنه تغريدة قرقاش ، و ما يؤكد هذا الامر هو ان هناك ترتيبات كانت قد تمت لعودة المفلحي في مطار عدن .
الحراك الجنوبي و فصيل الزبيدي تحديدا يرى في قرارات هادي ضربة غير عادية ليس للزبيدي و فصيله وانما ” للقضية الجنوبية ” – وفق مفهومهم لها بالطبع – فالقبول بالقرارات يعني القبول بسلطة ” الشرعية ” و بالتالي عودة عدن و المحافظات الجنوبية كلية الى كنف دولة الوحدة وهو امر في غاية الحساسية بالنسبة لهم .
في ضل إنتفاء احتمال ان يكون مانع عودة المفلحي اليوم هو الامارات فان الاحتمال الاخر هو القائم وهو موقف الحراك الجنوبي و فصيل الزبيدي تحديدا الذي يبدو انه لم يمتص الصدمة بعد ولازال على تشنجه واحتمال تصاعد ردود افعاله الى محاولات عملية لمنع السلطة المحلية الجديدة من تسلم عدن .
يزور ابو بكر العطاس مستشار هادي الامارات منذ الامس في مهمة متعلقة بالتنسيق معها فيما يتعلق بتنفيذ قرارات هادي و بالطبع سبق ولم تفلح زيارة سابقة للامارات في التفاهم قام بها هادي شخصيا بل قوبلت باستهانة اماراتية للزيارة ذاتها فضلا عن التفاهم ، لكن مهمة العطاس اليوم مختلفة فليست اقناع الامارات بالتفهم على قرارات هادي فهذا الامر قد تكفل به البعد الدولي الذي ظهر في مصاحبة القرارات ، وانما مهمته – العطاس – هي الدفع بالامارات لخطوة متقدمة اكثر تتمثل في اقناع فريق الزبيدي بالتسليم بالقرارات و تهيئة المدينة لاستقبال السلطة المحلية الجديدة .
مايدعم هذا الامر هو ايضا تغريدة لهاني بن بريك بدى عليها موقفه المسلم ” بالشرعية ” و اعلان ستمراره ورفاقه بالعمل تحت لواء التحالف و بالتالي هو اعلان قبول بالقرارات و لاشك ان موقف بن بريك هذا كان بداية الاستجابة للتدخل الاماراتي بالاقناع للقبول بالقرارات بعد توحد موقف طرفي التحالف ( السعودية و الامارات ) تجاهها .
يبدو ان فريق الزبيدي هو الواقع تحت الضغط الهائل من فصائل الحراك الجنوبي لعلاقة القبول بالقرارات بالقضية الجنوبية ككل و هذا الضغط هو الذي اخر لحد الان نجاح الامارات في اقناعه ورفاقه هو ايضا بالتسليم بالامر و التعاطي معه كواقع وان يتعاون في تهيئة عدن للسلطة المحلية الجديدة ولو على مضض كما هو مضض الموقف الاماراتي ذاته .
اعلان تأجيل عودة المفلحي الى يوم غدا تحديدا يرجح انها قد بنيت على نجاح الامارات مع بن بريك و بالتالي تم استسهال باقي المهمة باقناع الزبيدي و فريقه ، لكن تضل مهمة اقناع الزبيدي و فريقه هي المهمة الاصعب و بفارق كبير عن مهمة اقناع بن بريك فالزبيدي الان محاصر بين رغبة الامارات الجديدة و بين ردود افعال الحراك الجنوبي الواقعة على كاهله ، فهل ستنجح الامارات في اقناع الزبيدي و فريقه الى غدا وتستقبل عدن سلطة هادي الجديدة بالاحضان ام ان ثقل ضغط الحراك الجنوبي هو الذي سيغلب و لو مرحليا ويتطلب الامر الانتظار لبعض الوقت وبالتالي ستتأجل عودة المفلحي الى عدن من جديد