لماذا رفعت الإمارات الحراك للعليين وخسفت به الى أسفل السافلين؟
عبد الوهاب الشرفي
بدأ التحالف السعودي حربه العدوانية على اليمن تحت ذريعة إعادة “الشرعية” وكانت أول مشكلة واجهها هي هادي ليس له قوة على الارض من اي نوع لا عسكرية و لا قبلية، فكانت اول مهمة ذهب التحالف باتجاهها هي صناعة قوة لهادي.
وجد التحالف السعودي في نزعة الانتقام و شهوة العودة للسلطة و النفوذ لمنظومة الاخوان فرصته لتشكيلهم كقوة تحت شعار “الشرعية” مع ان هذه المنظومة هي اكثر من تمرد على “الشرعية” قبل أن يتم الاطاحة بها في 2014 م، كما وجد في القضية الجنوبية فرصة لتشكيل فصائل الحراك الجنوبي في ذات الاتجاه.
لم تكن فصائل الحراك الجنوبي متحمسة بكاملها للعمل ضمن مهمة “اعادة الشرعية” لكونها تراها رمزا لدولة الوحدة التي لها معها مشكلة ابتداء، لكن كانت الحاجة لانخراط ما أمكن منهم في القتال مع “الشرعية” مآسه، فبدأت لعبت إسالة اللعاب و اللعب على وتر مطالب استعادة الدولة الجنوبية، و ليخرج بحاح رئيس وزراء “الشرعية” أن ذاك مصرحا لاكثر من مرة (ان انفصال الجنوب سيكون مطروحا على الطاولة).
لم يكن الحديث عن ان انفصال الجنوب مطروحا على الطاولة الا “سنارة” التحالف السعودي و سلطة ما يسمى “الشرعية” التي القائها في يمّ الحراك الجنوبي و لتعلق فيها اشد الفصائل تطرفا من الحراك الجنوبي، بينما ادركت كثير من الفصائل “اللعبة التحالفية – الشرعية” من بداياتها وآثرت الاجتناب و عملت بقول الاثر “اذا اظلمت فقف”.
سنارة هادي
اصدر هادي قراراته لعدد من قيادات الحراك الجنوبي العالقة في سنارته معينا لهم في مواقع متقدمة في السلطة المحلية و رفعهم الى مباشري مهام الادارة المحلية في الجنوب بعد إكسابهم صفة الرسمية تبعا لمواقعهم التي عينوا فيها، و بالمقابل استمر التحالف السعودي في تجييشهم لمعاركه التي تحمل اجندات مختلفة تماما عما تم سوقهم بها لحمل السلاح و القتال على املها.
لم يسر الحدث في صالح الحقيقية بالنسبة لهذا الفصيل الذي رفعه هادي لمستوى الحاكم الرسمي بحيث يكتشف حقيقة الفخ الذي وقع فيه، فقد بدأت حالة من صراع الاجندات بعد الاطاحة ببحاح من رئاسة الوزراء بين السعودية و سلطة هادي من جهة و بين الامارات من جهة اخرى، ولتجد هذه الاخيرة في طموحات هذا الفصيل بغيتها لممارسة هذا الصراع فسايرت طموحاته وشجعته و اوحت بطرق عده انها ستوصله خطوة خطوة الى تحقيق هدفه في استعادة دولة الجنوب.
بدأت القصة كسنّارة لاستخدام فصيل الحراك هذا كجيش حقيقة دوره لصالح ما يسمى “الشرعية” و لكنها انتهت كيد اماراتية في الصراع مع “الشرعية” حول سلطة الواقع في محافظات الجنوب، وبذلك انتقل اداء هذا الفصيل من الاصطفاف لصالح “الشرعية” الى الاصطفاف ضدها.
*استخدام اماراتي*
وصل الاستخدام الاماراتي لذراعه الحراكية هذه الى درجة منع الذراع السعودية في هذا الصراع “الشرعية” من الدخول الى عدن وليس فقط منعها من ممارسة انشطتها، وهنا كان لابد للسعودية من ان يكون لها موقف حازم تجاه شريكتها اللدودة في تحالفها السعودي.
لم يعمل فصيل الحراك الانفصالي في نضاله بأسلوب واعٍ وانما اتبع اسلوب طفيليا يشبه فصيلة “العوالق” حيث اعتمد على الامارات لايصاله لهدفه في استعادة الدولة الجنوبية، ولم يدرك انه يعيش الوهم فلا احد يستطيع ان يوصله لهدفه مطلقا عبر اسلوب نضاله هذا، وما ضاعف من مصيبته انه حتى في تعلقه علق بالحامل الاضعف في معادلة التحالف السعودي وفي معادلة التدخل في اليمن.
كسر قواعد اللعبة في حضرموت
عندما بدأت الامارات بكسر قواعد اللعبة في حضرموت اولا باعلان اقليم من محافظة واحدة ثم في عدن بمنع احد قادة هادي و السعودية من دخولها كسرت السعودية كذلك قواعد اللعبة و اطاحت بسلطة الفصيل الانفصالي في ضربة واحدة وسحبت رسمية وجوده في السلطة ليجد نفسه من جديد مجموعة من النشطاء السياسيين لا اكثر، و ليقف محتارا كيف سقط في غمضة عين من عليين الى سافلين ليراوح عند نقطة الصفر من جديد.
لملابسات عديدة فلاتزال الامارات دولة خاضعة للارادة السعودية دون رضاها واي مخالفة للسعودية لا تقدم عليها الامارات الا في الخفاء، كما ان الذراع التي تخوض بها السعودية هذا الصراع “الشرعية” هي الذراع الغالبة تبعا للمشروع الذي يعمل تحت غطائه التحالف السعودي ككل، و بالتالي لايمكن معارضة اي خطوة تتم باستخدام هذه الذراع الا بالخفاء ايضا.
نقطة الصفر
رفضا لقرارات هادي تخرج مسيرات نهارا وليلا من عشرات النشطاء في عدن وفي ابين، وتصدر قرارات شجب و تنديد من مسميات حراكية هنا او هناك و تعاود قناة “صوت الجنوب” بث عواجلها وبياناتها و اناشيدها الحماسية وتقطع طريق الضالع ثم تفتح ودعوات للزحوف الى عدن والى مهرجانات منددة وهكذا سيستمر الحال، و ليعود نشاط الفصيل الانفصالي الى الشارع وليذكرنا بحاله في عهد الرئيس السابق صالح.