بقلم / حمير العزكي
أثارت حادثة المعلمة ، المؤلمة في آثارها ،المظلمة في آفاقها ، المتراكمة الحيثيات ، المتلازمة الدلالات ، المريرة النتائج ، المثيرة للقلق البالغ ، على ثقافةأطفالنا الدينية تربيتهم الوطنية ، وقيمهم ومبادئهم الانسانية ، أثارت تلك الحادثة في نفسي العديد من التساؤلات ، عن الدوافع والمسببات ، وعن الاساليب والوسائل ، التي يستخدمها عدوان الداخل ، لقد كانت تلك الحادثة التي تناولتها الكاتبة الصحفية رند الأديمي أشبه ماتكون بناقوس الخطر والذي سمعه الجميع وكلي أمل أن يظل صداه عالقا في الوجدان قبل الآذان ولكن الجدير بالاهتمام ملاحظة مستوى الخطاب الجماهيري الانبطاحي الانهزامي الذي يمارسه عدوان الداخل بكل فئاته ،، بأسلوب تحريضي ، فج اللغة ، وقح المعنى ، عابس الجملة ،بائس الدلالة ، يتطاير حقدا ، ويتشظى عقدا ،فماالذي أوصلهم لهذا المستوى رغم خبراتهم العميقة وتجاربهم العريقة او بالاصح الغريقة في تسميم الافكار و محو الآثار ؟؟!! ربما بلغت أحقادهم درجة الغليان ، ودفع بهم احباطهم الى الهذيان ، وكشفت عورات حروفهم الحسرة ، وأبدت سوءات خطابهم المرارة ، فغلبتهم شقوتهم ، وخذلتهم تقيتهم ، وذهب الكره بحرصهم ،وبدت البغضاء من أفواههم. وربما يكون إفلاس التضليل ، نتيجة جلاء البرهان وظهور الدليل ، فكل ما اخفوه اتضح ، وكل ما زوروه انفضح ، و كل ما جهلونا عنه عرف ، وكل ما بنوه من ضلالات نسف ، فعندما يقذف الله بالحق على الباطل ، يدمغه فلاتراه الازاهقا وربما كان لهول صدمة الانتصارات والبطولات والانجازات في جميع الميادين والجبهات ، أثرا بالغا على سلامة عقولهم ، وطرائق تفكيرهم ، فأصابهم مس من الخسران ، فكأن مصابهم أفقدهم صوابهم ، فترى حججهم مدحورة وكتاباتهم مسعورة ، ووسائلهم موتورة ، لاتحمل وجها لحق ، ولاتملك ظهرا من منطق. إنه الرمق الأخير في مواجهة النفس الطويل ،عسكريا ، واقتصاديا ، وفكريا ، وثقافيا ، وشعبيا ، إنهم ( الأخسرين اعمالا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) في مواجهة (الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمر بالمعروف ونهوا عن المنكر) والعاقبة للمتقين