بقلم:صلاح القرشي
لازالت الامم المتحدة تقبع في التخندق ضد الشعب اليمني التي رسموها وحددوها لها الدول الكبرى وعلى رأسها امريكا بعد إنقضاء كل هذه الفترة الطويلة من الحرب الوحشية واللانسانية ،
ومؤشرات استمرار هذا التخندق تجلى برفض تغير ولد الشيخ الذي اثبت بوضوح انحيازة. وعملة الدائم لصالح التحالف السعودي الامريكي في كل الجولات التفاوضية وكل زياراته وكل تصريحاته منذ تقلده منصبه ،
علما ان الامريكين انفسهم اعترفوا بوقت من الاوقات بوضوح بإنحيازة هذا عندما تم التئام شمل الرباعية في جدة بعد فشل مفاوضات الكويت وإصدار كيري لمبادرته التي تخالف ماطرحة وما كان يصر عليه. وفرضه ولد الشيخ في الكويت ، مما اضهر ولد الشيخ وبما لا يدع مجالا للشك انه كان منحاز ويمثل فقط الارادة السعودية وتحالفها ، وهذا اعتراف ضمني بذلك الموقف المنحاز ،
وهناك مواقع كثيره وامثله كثيره في إنحيازة المستمر لصالح السعودية طوال فترة عملة كمبعوث دولي في الحرب في اليمن.
اضافة الى اننا لم نشاهد الى الان وبعد مضي كل هذا الوقت قيام مجلس الامن والامم المتحدة بدورهم المناط بهم وفق اللاوائح الداخلية المنظمة لعملهم في وقف الحروب والتدخل السريع في المعالجة في سبيل حماية الامن والسلم الدولين ،
بالعمل على وقف اطلاق النار في اليمن وايقاف هذه الحرب العدوانية ولازالوا متسمرين على مكاتبهم ينظرون الى الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني وتجويعة وضرب اقتصاده ولا يحركون ساكنا واصبحت الحرب في اليمن من الحروب المنسية المتعمدة ،لان الدول الكبرى وعلى راسها امريكا غير مقتنعة الى هذه اللحظة بوقف هذه الحرب في الوقت الحاضر تماشيا مع مخططهم الذي ينفذونه في اليمن والمنطقه
الرئيس الامريكي ترامب ارسل مدمرته الحربية كول الى باب المندب قبالة السواحل اليمنية في مؤشر سعية في انخراطه المباشر والسعي ليكون له نصيب الاسد من الثروات الضخمة لليمن وموقعها الجغرافي الممتاز والمهم ضمن الشركة الاستعمارية الجديده لهذا الغرض المكونه من دول الرباعية إضافة الى اسرائيل ،
وما التعاون العسكري والاقتصادي الخليجي الكبير والمتنامي مع اسرائيل والعلني الا يندرج تحت هذه الشراكة والجميع شاهد المناورات الاماراتية الاسرائيلية الباكستانية التي تم تنفيذها في احدى الولايات الامريكية وايضا تحول العلاقة الاسرائيلية السعودية من التعاون من تحت الطاولة الى فوق الطاولة والى العلن وتبادل الزيارات وبدء التعاون العسكري والاقتصادي والسياسي على نطاق واسع ،
ان رجال الاعمال اليهود جاهزين باموالهم وشركاتهم ومن مختلف الجنسيات بالبدء بالاستثمار. في الارض اليمنية في ظل هذه الشركة الاستعمارية الجديدة وخاصة في جزر البحر الاحمر وباب المندب وجزيرة سقطرى (الارض المجهولة ) وهو عنوان الفيلم الاسرئيلي الذي اخرجوه سابقا والذي يعكس التفكير والاطماع الاسرائيلية في اليمن وخاصة في المنطقة من سقطرة وحضرموت وعدن الى الخوخه.
إن الشخص اذا جلس على كرسي في جزيرة ميون او الساحل اليمني الذي لا يبعد عن الجزيرة سوى ميل ونصف يستطيع مشاهدة المناظر الجميله في مرور السفن العملاقة التجارية والسياحية في مضيق باب المنذب كما يشاهدها سكان اسطنبول التركية في مضيق البفسور ،
بالاضافه الى ان الساحل يعتبر من اجمل السواحل والمنتجعات البحرية والجزر المرجانية والتي تمتد من منطقة الخوخة وجزر حنيش الى باب المندب والذي يؤهلها بإقامة اضخم المشاريع الاستثمارية السياحية في هذه المنطقة وجزيرة ميون وخاصة وانها لاتبعد عن عدن سوى 50 كيلوا متر وعن ذباب 30كليلو متر وعن ميناء المخاء 45كيلو متر تقريبا وهذه مسافات يمكن قطعها بالسيارة بعشرات الدقائق،
وتحويل هذه المنطقة من اكبر خط تهريب دولي مهجور الى اكبر منطقة عمرانية وسياحية واستثمارية في المنطقة بل في العالم وإقامة جسر يربط اسيا بإفريقيا في باب المندب وما له من مردود اقتصادي وسياحي. ضخم
وينطبق على سقطرى ايضا كل ماقلناه وهي التي تبلغ مساحتها ضعف مساحة مملكة البحرين بالإضافة الى ان سقطرى تضاريسها متعددة وتحتوي على كل المميزات السياحية. ففيها المياه العذبة متوفرة والجبال والصحاري والاودية والنباتات النادرة وهي تعرف من عجائب الدنيا ويمكن ايضا ان تحتوي على الثروات المعدنية والنفطية والغازية بالاضافة الى الثروة السمكية الضخمة
ولذلك هي مؤهلة ان تكون مقرا للاضخم الفنادق السياحية والمدن السياحية في العالم واضخم الموانئ الجوية في العالم وهناك اطماع كبيرة من دول الشركة الاستعمارية فيها
وما سعي الامارات والسعودية الى تأجير جزيرة سقطرى وميون والسيطرة على جزر زقر وحنيش وضم منطقة المخاء الى باب المندب وفصلها عن محافظة تعز الا يندرج تحت هذه الاطماع. وطبعا لا ننسى الجانب الامني والعسكري واهميته في هذه المنطقه و لهذا الخط الملاحي الذي رسمت معالمة بريطانيا من قديم واحتفظت بها ابان استعمارها للجنوب وهو الخط من جزيرة زقر الى ساحل ابين، وطبعا هذه الدول لها مشاريع واجندات في اللعب على الديمغرافيا السكانيا في هذ الجزر والمنطقه وهناك اخبار عن. بدء صرف التابعيات الاماراتية لسكان سقطرى وايضا نقل سكان من خارج اليمن الى هذه الجزر والمناطق تندرج تحت سياسة خبيثة احتلاليةاستعمارية (احلالية )
، والرئيس الامريكي ايضا يسعى الى استخدام محورة الامريكي في المنطقه من الدول الرسمية واستغنائه العلني عن التنظيمات الارهابية في تنفيذ سياسته وبإختلاف الاسلوب فقط مع الادارة السابقه لكن الاهداف الامريكية في المنطقه لم تتغير سوى في اليمن والخليج وسوريا والعراق وليبيا ومصر وغيرها ، وما شاهدناه من قيام امريكا بعملية قيفه في البيضاء قبل اسابيع.هو بمثابة اعلان عن هذا التوجة الجديد تكتيكيا.
ولا تصدقوا ان ترامب في يوم من ايام حكمه سوف يدخل بمواجة مع دول الخليج وخاصة السعودية كونها هي راعية لهذا الفكر التكفيري والمصدرة للجماعات التكفيرية هذا لن يحدث ، لان امريكا.لازالت محتاجة و تريد استخدام القوة المالية لدول الخليج في دعم اجندتها وبرامجها في مواجة ايران والحد من الطموح الايراني واستخدامة ايضا كفزاعة في سبيل تبرير حلب ثروات دول الخليج ،
بالاضافة الى العمل على تفكيك العلاقة بين ايران ورسيا بالاعتراف لروسيا بمصالحها في سوريا واكرانيا من ناحية وتفكيك العلاقة القوية التي تربط روسيا والصين من ناحية اخرى لمواجة العملاق الصيني الاقتصادي والعسكري الذي بدأ يتنامي دوره خارج حدود الدولة الصينية وصولا الى غرب اسيا وافريقيا ، و التفرغ لمواجة الصين في قضية بحر الصين الجنوبي والذي بدأ دبلوماسيا ،
وهذا البرنامج كله يحتاج لتشغيله اموال طائلة وثروات ضخمة ولا يوجد امام امريكا في تمويل ذلك الا ماسورة الثروة المتدفقة لعرب الجزيرة واستغلال المال الخليجي (البقرة الحلوب ) في تمويل برامجها واجندتها السياسية والعسكرية في المنطقة العربية وجنوب شرق اسيا.