ماذا يريد الأمريكيون من اليمن ؟!!
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي .
إقترب من سفير اليمن الدائم في الأمم المتحدة الأسبق (عبدالله الأشطل) وقال له همساً : ” ستدفعون ثمن هذا غالياً ” بهذه العبارة غادر وزير الخارجية الأمريكية (جيمس بيكر) قاعة إجتماعات مجلس الأمن غاضباً بعد أن صوتت اليمن وحيدةً ضد مشروع قرارٍ لضرب العراق قبيل العدوان الثلاثيني على العراق في بداية 1991… شآءت الأقدار يومها أن تكون اليمن عضواً دورياً في مجلس الأمن ولأن أمريكا وحلفاءها قد أرادوا التصويت على ذلك القرار بالأجماع لأضفاء المشروعية الأممية الكاملة عليه، فقد عرضوا على اليمن مبلغ مساعداتٍ يتراوح ما بين (250 مليون دولار إلى 5 مليار دولار) نظير التصويت لصالح القرار، جاء ذلك العرض في زيارة مكوكية قام بها وزير الخارجية الأمريكية (جيمس بيكر) إلى صنعاء إلا أن الرئيس صالح أبلغهُ وقال : ” كما أننا نرفض إحتلال العراق للكويت ونطالب بسرعة إنسحابه، فإننا في نفس الوقت وبنفس المستوى نرفض التواجد العسكري الأجنبي في المنطقة أو توجيه أي ضربة عسكرية للعراق ” غادر (جيمس بيكر) صنعاء بعد أن ترك رسالةً توحي ضمنياً بإعطاء اليمن المجال للتفكير حتى آخر لحظةٍ قبل التصويت على ذلك القرار، ولما صوتت اليمن وفاجأت الجميع برفضها مشروع ذلك القرار، إستشاط وزير الخارجية الأمريكية والذي كان حاضراً الجلسة ممثلاً عن بلاده غضباً وقال عبارته الشهيرة تلك : ” ستدفعون ثمن هذا غالياً ” فما علاقة هذا كله بما يجري اليوم في اليمن ؟!! في حقيقة الأمر لو ربطنا ذلك الأمر بما هو حاصل اليوم في اليمن وصولاً إلى الإنزال الأمريكي العسكري في قاعدة العند مؤخراً وما ترتب على ذلك من إنتهاكاتٍ للسيادة اليمنية بدعوى محاربة الإرهاب ليس آخرها عملية الإنزال على منطقة (يكلا – قيفة) وإرتكاب جريمة راح ضحيتها العشرات من المدنيين يوم أمس، وإستعرضنا النفسية السياسية الأمريكية القائمه على أساس اللاإنفعالية وطول البال و التخطيط المتأني المدروس قبل إتخاذ أي قرار و إعتمادهم الطبخ دائماً على نارٍ هادئة لأي طبخة سياسية يريدون القيام بها، لوجدنا و عرفنا ماذا كان يعني (جيمس بيكر) ذات يوم بعبارته ” ستدفعون ثمن هذا غالياً ” في الواقع كان النظام اليمني يعتقد أنه بمجئ الديمقراطيين إلى الحكم في أمريكا ووصول (بيل كلينتون) إلى البيت الأبيض و من بعده (بوش) الصغير (جمهوري) وتبعه (أوباما) (ديمقراطي) ووصولاً إلى إدارة (ترامب) الجديدة (جمهوري)، بإن الأمريكيين قد مرروها لليمن ونسوا ذلك الموقف، ولم يكونوا يعلمون في حقيقة الأمر مالذي يدور في مطابخ الإستخبارات الأمريكية و التي لا تتغير سياساتها و إستراتيجياتها بتغير المناخ السياسي الأمريكي العام أو بتغير الديمقراطيين أو الجمهوريين، ولهذا لا غرو إن أعلن سفير السعودية السابق في واشنطن ووزير خارجيتها الحالي (عادل الجبير) العدوان على اليمن من واشنطن – و كما هو معروف أن السعودية هي ثاني إثنتين تحظيان بدلال و(دلع) الأمريكان كونهما أداةً من أدواتها في المنطقة التي تتمكن من خلالهما تنفيذ إستراتيجيتها وخططها في عالمنا العربي، فكأن الأمريكان بذلك قد أرادوا من خلال أدواتهم هذه في المنطقة وبدعمٍ عسكريٍ ولوجستيٍ لهم معاقبة اليمن على ذلك القرار بنفس الطريقة التي عاقبوا بها العراق و كذلك سوريا و إن إختلفت الوسائل والمبررات قليلاً إلا أن المحصلة في نهاية المطاف واحدة وهي إحلال الفوضى محل الدولة ليأتوا بعدها محاولين إظهار أنفسهم وكأنهم هم وحدهم المخلّص والمنقذ الوحيد للشعوب، وبالتالي يكسبون تعاطف وود الشعوب وفي نفس الوقت يصنعون أنظمةً لا يمكن أن تتجرأ يوماً وفي كل الظروف أن تقول لهم : لا . فهل ينجح الامريكيون وقد وصلت طلائع قواتهم إلى اليمن تحت مسمى محاربة الإرهاب وبتسهيلٍ وتمكينٍ من حكومة هادي ودول تحالف العدوان وعلى رأسها السعودية والإمارات من إستكمال السيناريو المُعَدّ له منذ أمدٍ بعيد، أم أن الشعب اليمني بصموده وتلاحمه وإرتباطه الدائم والواثق بالله سبحانه و تعالى سيجعل من الأمريكان وحلفاءهم وأدواتهم إضحوكة الشعوب و إمثولة العصر ؟!! هذا ما ستنبئنا به الأيام القادمة ! #معركة_القواصم