القوات الأمريكية تنفذ عملية الانزال الجوي في البيضاء لدحر تنظيم القاعدة في اليمن، وتكافح الارهاب في العراق وسوريا وافغانستان و… ، لكن السؤال الذي حير عقول الراي العام العربي والعالمي، اذا كانت الولايات المتحدة تكافح الارهاب اذاً من يدعمهم؟ ولماذا القاعدة وداعش تقاتل جنباً الى جنب مع تحالف العربي في اليمن؟
هذه استفهامات تطرح لدى كل من يتابع ملف المنطقة بصورة عامة والملف اليمني بصورة خاصة، قبل فترة قناة بي بي سي العربية نشرت مقطع فيديو حول مشاركة ما يسمى الجيش اليمني وفصائل المقاومة الشعبية في مواجهاتهم مع قوات علي عبدالله صالح والحوثيين (حسب قولهم)، بأن هذا الفيديو كشف عن وجود مقاتلين من تنظيمي داعش والقاعدة تقاتل جنباً الى جنب مع مرتزقة من السودان والقوات الاماراتية والسعودية.
وبحسب المراقبون ان التدخل الامريكي في اليمن لم يأتي في اطار محاربة الارهاب، بل هذه العمليات التي تنفذها القوات الخاصة الامريكية تأتي في اطار عملية تصفيات التي تثير مخاوف تحالف العدوان المدعومة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا.
ان الانشقاقات والخلافات التي تعصف في صفوف العدوان والمرتزقة تثير مخاوف العدوان اعلامياً وميدانياً، حيث أن اذا هذه الخلافات اصبحت في العلن قد يغيير معادلات واوراق العدوان ميدانياً وسياسياً، فلهذا الامر يحاولون ان يخفقوا هذه الخلافات في النطفة، وهذه العمليات تتنفذ لهذا الامر.
ويتمتع تنظيم القاعدة بوجود في جنوبي اليمن بدعم من امريكا والسعودية، ويسعى جاهدا لتعزيز وجوده في البلاد، حيث أن الامارات وتركيا نقلت التكفيريين من سوريا ممن ينتمون إلى تنظيم “داعش” الإرهابي إلى عدن وابين بعد إحتلالها من قبل تحالف العدوان السعودي لنشر الفوضى الأمنية تمهيدا لاحتلالها وفق السيناريو الأمريكي.
ان الولايات المتحدة الامريكية في ثمانينات من القرن الماضي دعمت المجاهدون الأفغان والعرب، وسرعان ما تجاوزت المسألة نقطة التعاون المشترك، ليجد أمراء الحرب أنفسهم مجرد أدوات بيد اللاعب الأمريكي، الذي بادر إلى التخلص منهم بعد انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان.
وما يجري اليوم في الساحة اليمنية هو نفس تكرار سيناريو سوريا، حيث أصبحت المناطق الجنوبية بما فيهم تعز ساحة لمعركة بين أنصار المخلافي وأتباع أبي العباس، وهو المشهد نفسه مع اختلاف في بعض التفاصيل بالنسبة لعدن وبعض المدن الجنوبية، حيث تبرز صراعات ومواجهات بين أطراف مرتزقة العدوان على اليمن وبتشجيع من أسيادهم في الرياض وأبوظبي.
وفي الختام، ان الولايات المتحدة الامريكية تعلب بعصائين في المنطقة باسرها، العصا الولى هي دعم الحكومات الموالية لها وتنصيب الرئساء ، والعصا الثاني وهي الاهم والاخطر، دعم التنظيمات الارهابية كـ داعش والقاعدة للسيطرة على الحكومات والشعوب المنطقة وما شاهدناه في ليبيا وغيره من البلدان وهو خير الدليل.
المصدر:النجم الثاقب