التعدد حاجة إنسانية
بقلم :- حسين زيد بن يحيى العبد لله
يقيم الشعائر الدينية لكن ليس لي يد في المسائل الفقهية ، كما لا أدعي أني مصلح اجتماعي أو قائد سياسي ، بقدر ما أنا مواطن بسيط عاش هموم الناس وتابع يوميات حياتهم بكل تفصيلاتها الحلوة والمرة ، لهذا إنتمائي لمجتمعي يدفعني للدفاع عن قيمه وتقاليده وهي الدافع الوحيد لطرقي هذه القضية الحساسة ، وحيث لا حياء في الدين فمن يحب مجتمعه وناسه عليه أن يصدقهم القول . من المسلمات الإيمانية إن خالق الإنسان أعلم بمصلحته منه ، أبعد من ذلك يعلم ما سيكون عليه مخلوقه بعد لحظات وعقود وقرون من الزمن ، من تلك المعرفة المسبقة جاءت تشريعات الإسلام المتوافقة مع قدراته واحتياجاته المادية والروحية فرديا ومجتمعيا . ما قبل العدوان الأمريكي السعودي وما بعده ازدادت الحاجة للتعدد ، ظاهرة التعدد والتنوع في الكون تظل مدارك الإنسان المحدودة عاجزة عن إدراكها وحصرها ، لهذا القدرة على إدارة التعدد في المجتمع الإنساني تمثل مصدر للاستقرار والتقدم على كل المستويات من الأسرة إلى المجتمع ، بمعنى أن التعدد والقدرة على إدارته والتعامل الإيجابي معه حاجة إنسانية تقدمية من السياسة والاقتصاد إلى مستوى الأسرة الواحدة . ومن المسلمات – أيضا – المعرفة المسبقة لله لمخلوقه الإنسان واحتياجاته الحيوية، ، لهذا شرع وأجاز له التعدد من السياسة إلى تعدد الزوجات ، لكل ذلك يخطئ من يعتقد إن نتائج الحروب وحدها من تفرض الحاجة للتعدد وضرورته ، فإشباع الفطرة الإنسانية بشكلها السوي لا يكون إلا في إطار التعدد المحدد والمقنن بضوابط شرعية ، من خلال تلك الضوابط الشرعية للتعدد يمكن كبح جماح السلوك غير السوي عند الفرد أو الجماعات ، تلك الضوابط تضمن احتياجات الفرد الإنسانية مع ضمان عدم انتهاك حقوق الآخر والمجتمع . إن عصرنا الراهن مع كل تعقيداته وتحدياته تبرز فيه الحاجة المجتمعية لتعزيز ثقافة تعدد الزوجات كضرورة مجتمعية ، التزايد في عدد السكان وحفاظا على تماسك المجتمع وتقاليده تحتم تشجيع ثقافة تعدد الزوجات ، ليس منعا من تفشي الفساد الأخلاقي فمجتمعنا المسلم محصن ، لكن تأصيل التماسك المجتمعي وتعزيز الوحدة الوطنية ومكافحة الفقر تتطلب ترسيخ ثقافة تعدد الزوجات ، احتياجات الواقع تفرض على الجميع الذهاب بوعي وبإيمان لمربع ثقافة تعدد الزوجات لتحقيق الاستقرار المجتمعي ، فكل مؤشرات المستقبل في حالة الانكفاء المجتمعي عن الذهاب لتأصيل واقع التعدد في الزوجات تؤشر بنتائج كارثية قد يذهب إليها المجتمع . # صنعاء 28 يناير 2017