إشرَاق و النِمروُد
. بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي . كعادتها كل صباح توجهت بعد أن حزمت حقيبتها و ودعت أمها في طريقها إلى مدرستها ذات الثلاثة فصول و العشرة طاولاتٍ فقط إحداهن في سكن المدرسين . لم تكن تعلم أشراق ذات الربيع العاشر و هي تحث الخطى سريعاً أن هنالك في الأفق البعيد من يترصد لها بطائراته و يرقبها كما لو كان قد إطلع على صحيفة أعمالها التي لم يُكتب فيها حرفٌ واحدٌ بعد و شق عن قلبها فوجدها مجوسية رافضية حوثية و عفاشية مهدورة الدم في شريعته الجوفاء . كما أنها لم تكن تعلم أيضاً أن حقيبتها المدرسية التي لم يسعفها الموت أن ترتديها ككل يومٍ على ظهرها إنما هي حقيبة السفر الأخير إلى العالم الآخر ! كل الذي كانت تعلمه إشراق هو أنها واحدةٌ من بضع فتياتٍ في القرية لا يتجاوز عددهن عدد أصابع اليد اللائي أُتيح لهن فرصة الذهاب إلى المدرسة و كل حلمها هو أن تتعلم فقط القراءة و الكتابة قبل أن يطلب منها أهلها مغادرة المدرسة نهائياً و التفرغ لأعمال الفلاحة و المنزل . و في لحظةٍ من اللحظات هوى عليها و على صديقاتها نمرود العصر و فرعون الزمان باحدث ما انعم عليه الشيطان من آلة الموت و الدمار مفرغاً بذلك حقده و كراهيته للحياة و مستعرضاً قدراته الخارقة ليردي إشراق على الفور شهيدةً قاطعاً بذلك عليها طريق حلمها البسيط قبل أن تصل إليه او حتى تراه ! أهذا كل ما استطاع فعله المجرم السفاح ان يستعرض عضلاته و قدراته الخارقة الموجهة الذكية على إشراق ؟! تبت يداك أيها العاجز الجبان و أنت تواجه الرجال بقتل الأطفال و النساء ! نعم قَتَلتَ إشراق و لن تعود إلى دارها و غرفتها الصغيرة، لكنك و برغم هذا لم تستطع النيل من شموخها، فقد إرتقت إلى بارئها شهيدةً كريمة حيث لا تستطيع الوصول إليها، و سقط أنت أيها المجرم في براثن العار و الهزيمة تطاردك اللعنات و ترفسك بأقدامها و أذيالها، و ستصبح إشراق آخر اللعنات و لعنة اللعنات التي ستقصم ظهرك و تقوّض ملكك و مملكتك إلى الأبد، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون ! #معركة_القواصم