أكّد الشيخُ علي سنان الغولي، أبرز الشخصيات الاجتماعية في محافظة عمران، أن قبائل حاشد تقفُ ضد النحالف السعودي، وهي مع الجيش واللجان الشعبية باستثناء المَشَايخ الكبار الذين باعوا أنفسهم للشيطان.
وقال الشيخ الغولي في حوار خاص مع صحيفة “صدى المسيرة”: إن القبائل اليمنية لن تغفر للعدوان ما ارتكبه من جرائم بحق اليمنيين وأبرزها قصف القاعة الكبرى بصنعاء. مؤكداً أن الرد سيكون مزلزلاً، وداعياً القبائل اليمنية والجيش واللجان أن يبقوا على أهبة الاستعداد؛ لِأَن العدو ماكر وخداع ولا يفي بعهوده.
حاوره- أحمد داوود- محمد القيري
– بداية سنبدأ معكم شيخ علي من جريمة قصف القاعة الكبرى بصنعاء.. مضى 40 يوماً على الجريمة وتلتها جرائم أخرى.. ما تعليقكم على ذلك؟
في الحقيقة نحن نشاركُ أحزانَ ذوي الشهداء في تلك الجريمة المشؤومة، التي لم يحصل لها مثيلٌ في التأريخ في أي بلد كان، ولقد أصابنا الحزن الكبير في ذلك اليوم، حين شاهدنا المذبحة على شاشات التلفزة وفي الصحف وعلى أرض الواقع، وفي هذه القاعة استشهد قادة عسكريون وسياسيون ومثقفون ومن عامة الناس، وفي الواقع أننا من حزن إلى حزن، فجرائم العدوان كثيرة ومتنوعة، فالعدو لم يترك محافظةً إلا وارتكب فيها مجزرة، من صعدةَ إلى عمران إلى ذمار والحديدة وكل المحافظات، وجريمة سنبان والمخاء والقاعة الكبرى والزيدية وغيرها أدلة على قُبح هذا العدوان وإجرامه.
– عقب استهداف القاعة الكبرى قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنهم سيدفعون تعويضات للضحايا.. هل تتوقع أن تقبل القبائل اليمنية بذلك؟
والله بالنسبة لنا كقبائل يمنية نرى أن ما حدث هو غدر وعيب، فالجريمة كانت متعمدة، والعدو كان على علم بأن من في الصالة هم معزون لأسرة آل الرويشان، والعدو لم يجعل لأي شيء حرمة، والحزن قد عم أرجاء اليمن بالكامل.
– بصراحة يا شيخ علي.. أنتم كقبائل يمنية مَن غريمُكم في هذه الجريمة حتى يتمَّ الانتقامُ والثأر منه؟
واللهِ بالنسبة للغريم الذي يجزُمُ الناسُ عليه بشكل إجماع هي السعودية؛ لِأَن هادي ومن مَعه لا يملكون طائرات إف 16 ولا يملكون غيرها ولا يملكون صواريخ من البحر، بل هؤلاء حفنةٌ من العملاء الخونة الذين باعوا أنفسهم للشيطان، فنحن غريمتنا السعودية؛ لأنها التي جاءت بالطائرات وهي التي تفنّنت في شراء القنابل المحرّمة، وإذا كان لها شركاء، فهذا شأنها، مثل أمريكا وغيرها، هذا شأنُهم هم، أمَّا نحن فلا نعرف سوى النظام السعودي، والثأر لن يبقى إلا بين اليمن والسعودية وكذلك الانتقام.
– منذُ ارتكاب الجريمة والقبائل تتداعى في جميع المحافظات استجابةً لنكَف خولان الطيال وسنحان، لكن البعضَ يرى أن الرد تأخر.. لماذا برأيك؟
أنت تعرفُ أن القبائلَ اليمنيةَ تحتاجُ إلى وقتٍ وإلى نفير عام؛ لِأَن كُلّ قبيلة أعلنت بحَدِّ ذاتها النفير، واستجابةً مع المظلوم أَوْ من دعا إلى النفير العام وهم خولان وسنحان، وَربما أنهما أَكْثَـر تضرراً، لكن اليمن كله حزين؛ لِأَن الشهداء من جميع المحافظات ومن كُلّ المديريات، فالقبائل اليمنية لم تتأخر حتى الآن، وإنما هي في طريقها وقد يحصل طوفان ما لا يتخيله العدوان لأخذ الثأر والانتقام، والثأر هو من عادات اليمنيين يتوارثونها من مئات السنين؛ لِأَن من يترك ثأره ليس عربياً ولا قبيلياً ولا إنساناً.
– ولكن يا شيخ علي.. ما أهميةُ مثل هذه الحشود والوقفات القبَلية المتواصلة كُلّ يوم؟
أهميتها أنه في روابط قبَلية، واليمن هم العربُ وأصل العرب، وهؤلاء القبائل يتداعون؛ من أجل نصرة المظلوم وردع الظالم، وهذه ليست غريبة أَوْ جديدة على اليمنيين.
هناك من القبائل مَن ينتمون إلى حاشد لكنهم يقفون إلى صف العدوان وَيؤيدونه.. ما موقفُكم منهم؟
في الحقيقة أنا أعتقدُ أن قبائلَ بكيل وقبائل حاشد، لا أظُنُّ أن فيها رجلاً عربياً أصيلاً ومن تربه اليمن يؤيد العدوان إلا من كان من المتخاذلين أَوْ من كان من العملاء من كبار القوم الذين لا يشرفنا ذكرُ أسمائهم، وهم معروفون أمام الشعب، والآن يتصعلكون في دول الجوار وكانوا في عِـــزٍّ وكرامة، مثل ما قال الزعيم علي عبدالله صالح: كانوا ما يمشون إلا بالمرافقين والسيارات وبالأطقم معززين مكرمين، والآن هم مهانون في السعودية وغيرها.
بالذات، فقبائل حاشد مثلها مثل أي قبيلة وهم يقدمون الشهداء، ويوم أمس (الجمعة الماضية) كان هناك شهداء من قبيلة خارف وهي جزء من قبيلة حاشد، وتم استقبالُهم في العصيمات مسقط رأس أُولئك المَشَايخ الذين تكلمنا عنهم بأنهم عملاء، يعني هناك شهداء من كُلّ مكان.
– برأيكم شيخ علي.. ما هي أبرز الأضرار التي تعرضت لها محافظة عمران جراء العدوان ؟
محافظةُ عمران كبقية المحافظات، فالعدوان دمّر المدارس والمستشفيات، ودمّر مجمع المحافظة بعمران بشكل كلي والذي كلّف الدولة أَكْثَـر من 500 مليون لإنشائه، وأيضاً قصف العدوان مصنع الاسمنت “القلعة الشامخة باليمن” وهو الوحيد من حيث الحجم والإنتاج على جميع مصانع الاسمنت في اليمن.
وأريد أن أشير هنا إلى أن عمران كانت غارقة في مشاكل كثيرة؛ لِأَن فيها مَشَايخ كان يعملون على إثارة المشاكل والقلاقل قبل العدوان، ومِن ضمنها القطاعات القبلية والنهب، وحين غادر هؤلاء المَشَايخ لا يوجد قطاعٌ قبلي أبداً أبداً من عمران إلى صعدة إلى واختفت المشاكل نهائياً.
– فيما يتعلق بقصف مصنع اسمنت عمران.. البعض يقولُ إن تحالف العدوان قصف ثكنة عسكرية؟
هذا ليس صحيحاً، المصنع لا يوجد بجواره معسكر ولا تجمعات، بل كُلّ مَن كان فيه هم عمال حق المصنع لا اقل ولا أَكْثَـر، لا هناك مليشيات ولا هناك مسلحون ولا هناك معسكر أَوْ أمن أَوْ ما يسمّى بمعسكر على الإطلاق، ولا يخفى على الجميع أن الغرض من القصف هو تدمير البنية التحتية لليمن، والدليل على ذلك أنهم قصفوا مصنع الزبادي في الحديدة والبطاطس في صنعاء، فهؤلاء حاقدون ومنتقمون على الشعب اليمني، ولم تنجُ منهم حتى مستشفياتُ أطباء بلا حدود.
– في الجانب الميداني.. مرتزقة العدوان يقولون إنهم سيطروا على أجزاء واسعة من محافظة الجوف وأنهم باتوا على مشارف عمران.. كيف تردون على مثل الأقاويل؟
والله عمران أبعد عليهم من نجوم السماء، وإذا قالوا بأنهم قريبون من عمران فقد قالوا منذ سنة وعدة أشهر أنهم قريبون من صنعاء وأن ما بينهم وبين صنعاء سوى كيلوهات، ولم يقولوا مئات الكيلوهات، والواضحُ أن هؤلاء لم يسيطروا على متر واحد في الجوف، إلا جزء بسيط من خَب والشعف وجزء من مديرية المتون.
– لكنهم يا شيخ يقولون إنهم سيطروا على مديرية الغيل؟
كذّابون، وهذا غير صحيح.. وعاد احنا تواصلنا ظهر اليوم (السبت) وهم كذابون، وإنما سيطروا على جزء بسيط، والمواجهات فهي في الأَسَاس كر وفر.
– هناك من يقول إن القبائلَ في محافظتَي الجوف ومأرب تؤيد العدوان؟
أنا لا أعتقد ذلك، والدليل الواضح أنه لو كانت القبائلُ في مأرب والجوف تؤيد العدوان لما بقي المرتزِقة هذه المدة الطويلة وهم محبطون في منطقة معينة لا يستطيعون التقدُّم، فالقبائل رافضة لهم، وهي تتعاون مع الجيش واللجان الشعبية.
– إذا ما انتقلنا إلى موضوع آخر.. كيف ينظر الشيخ علي سنان الغولي إلى الموقف الأمريكي الأخير ومساعي جون كيري إلى وقف إطلاق النار؟
أنا أرى أن الشعبَ اليمني يجب أن يكون واعياً، وألّا ينخدع، ونوصي قواتنا المسلحة واللجان الشعبية أن تبقى أياديهم على الزناد، وألّا ينخدعوا بهذه الأقاويل، والواقع أنه قد مضت الكثير من الهدن، لكننا لم نسمع عنها إلا في الإعلام، أما على الواقع فلا وجود لأيّة هدنة، وهؤلاء يستغلونها كاستراحة محارب، أَوْ لإطالة وقت لعل وعسى أن يأخذوا لهم مكاناً معيناً ويبالغون في وسائل الإعلام بأنهم سيطروا على بعض المواقع.
– كيف تردون يا شيخ على مزاعم العدوان بأن القوَّةَ الصاروخية للجيش واللجان استهدفت مكةَ المكرمة بصاروخ باليستي؟
يا أخي احنا بنعبد الله سُبحانه وتعالى، “فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ”، واحنا في الأول وفي الأخير نثبت للعالم كله أننا لسنا معتدين وإنما معتدى علينا إلى ديارنا وإلى أرضنا، وقد هدموا البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وقد ارتكبوا العشرات بل مئات المجازر في الأسواق وفي الطرقات وغيرها.
والحقيقة أننا نعتقد أن مَن يروّج لمزاعم استهداف مكة المكرمة هم حفنة من المنافقين والمأجورين الذين يعملون بالدفع المسبق، حرّفوا الكلام لغرض استقطاب العالم الإسلامي وتعبئتهم التعبئة الخاطئة من أجل أن العالَمَ الإسلامي؛ بحُكم الغيرة على الإسلام وعلى بيت الله الحرام، أن يقفوا مع السعودية ليس كمرتزقة وإنما للدفاع عن دين الله.
– لكن منظمة التعاون الإسلامي وفيها علماء استنكرت هذا الاستهداف؟
نعم، نحن نسمعُ بها ومقرُّها في جده، وقد اجتمعوا بها أَوْ اتصلوا بها أَوْ أمروها أَوْ قد ربما الأصح أنهم أمروها أنها تجمعُ مجموعة من أُولئك العلماء حق الدفع المسبق وعلى أَسَاس أن يعملوا زوبعة مقابل أجر يدفع لهم، لكن الواضح أن الحكومات الإسلامية التي يعرفُها الكل ذات الثقل الكبير الاجتماعي والسياسي والثقافي مثل مصر وَباكستان وَإندونيسيا وبلدان كثيرة لا حصر لها لم يحضروا معهم ولم يصدقوا ما قالوا.
– السعودية تسبّبت لنا بالكثير من المشاكل، وأنتم يا شيخ علي مشهورون في حاشد وبكيل، هل عرضت عليكم السعودية الذهاب إلى فنادق الرياض؟
والله لقد حصلت على اتصال في شهر رمضان العام الماضي وكان مَن اتصل بي هو رشاد العليمي، وقال إن أصحابي وقبائلي في بيته في تعز من ضمن المقاتلين وقال إنهم عبثوا ببيته، فقلت له: يا رشاد عادك حريص ألّا يلعبوا بالبيت قد تخرّبت آلاف البيوت في اليمن.. أنت لو قلت لي أنهم خرّبوه كنت باركت لك وهنأتك أنهم خربوه، وبعدها ترك رشاد العليمي التلفون وأعطاه لواحد آخر سعودي يمكن يكونُ من اللجنة الخاصة، لا أعرف اسمه، وعرض عليّ هذا الشخص أن أسافر إلى الوديعة مع أطفالي من أجل أن يجهّزوا لهم المدرسة ويرسلوا لي بباص بعدد الأسرة، فرديت بكلام مؤدب وقلت له: يا أخي السفر إلى الوديعة غير آمن، وأنا قصدي التخلص منه وإقناعه بأدب؛ لأنه فاجأني وهاجمني، وقال لي الأُسُود قد هي في الرياض ولم يبقَ إلا النعاج في اليمن. فقلت له: أنت كذاب والذي كلّمك كذاب وأبوك كذاب، الأسود هي في اليمن، وما راحوا الا النعاج عندكم وهذه بلادنا عشنا فيها وترعرعنا فيها ونموت ونحيا فيها.
– ولكن بعد هذا الاتصال، هل خشيتم أن يتم قصفُ منازلكم أَوْ الانتقام على هذا الرد؟
عندما قصفوا جبل نقم، وصلت إحدى القذائف الصاروخية إلى حوش منزلي، وتضرر جزء من منزلي بالنسبة للنوافذ والأبواب وغيرها، ولكن مَن رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبةُ نفسه، عندما رأينا بعضَ البيوت تدمرت نهائياً حمدنا الله وشكرناه؛ لأنه لم نكن في البيت، وبعدها أخذنا الحيطة والحذر، لكن ليس خوفاً من الصواريخ أَوْ من السعودية والحمد لله نحن موجودون ولا زلنا وسنستمر إلى ما شاء الله، وهذه بلادنا لنا الشرَفُ الكبير أن نستشهد على ترابها.
– بعض القبائل يا شيخ علي ما زالوا على الحياد ولم يحددوا موقفاً من العدوان.. ما هي رسالتكم لهم؟
بالنسبة للخونة، المجلس السياسي الأعلى قد أصدر قانونَ العفو العام، كُلٌّ بحجم ذنبه، أما الخونة الذين يتصعلكون في الرياض، وحضروا مؤتمر الرياض، وشاركوا في العدوان على اليمن، فأنا أولاً غير مقتنع أنهم مَشَايخ.. بالله عليك كيف شيخ وأنت في الرياض وقبائلك يحاربون العدوان، يعني شيخ على من؟ إلا إذا قد مشيخوهم على عتيبة أَوْ القصيم أَوْ على جزء من الرياض، هذا يقل لنفسه شيخ أما بالنسبة للسياسيين، فمنهم جزء كانوا مندسين في المؤتمر الشعبي العام.
ونعمة من الله، العدوان وحدنا، ونظّمنا ساحتنا وأحزابنا، وهؤلاء خونة وإن شاء الله لن يعودوا إلى بلادنا.