يحتَرمون حتى (الراقصة)، إلا العقول !!
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي…
أعلنوها – و قد كانوا يظنون أنها لن تتجاوز الأسبوع أو العشرة أيام – عاصفةً مزمجرةً لا تبقي و لا تذر و معركةً بين فسطاطين، فسطاط السُنَّة المؤمنين الموحدين بحسبهم و فسطاط الرافضة المجوس الأشد عداءً للإسلام من شارون و نتنياهو و كيانهما الصهيوني الغاصب .. هكذا كانت البداية و كانت الأبواق تصدح من على منابرهم، منابرٍ كان يُفترض أن تدعو إلى حرمة و حقن الدم المسلم، منابرٍ تجمع شتات الأمة و لا تزيدها فرقةً و إنقساما !! و الحمدلله الذي أمد عمر هذا العدوان ليرى كل ذي عقلٍ و لُبٍِّ كيف يعبث هؤلاء المتصهينون العرب بدين الله و عقيدته !! فلولا هذه العاصفة لما علمنا أن لنا في كولومبيا و المكسيك و أستراليا قربى و رحما !! و متى كنا نعلم أن بلاك ووتر هي أصلاً قبيلة عربية إسلامية من نجد أو الحجاز أو ربما دبي لولا فزعتهم و هبّتهم لنصرة إخوانهم و بني عمومتهم من آل سعود و مكتوم و خليفة و ثاني ؟!! و لولا العاصفة أيضاً لما إكتشفنا أن الصليب الذي يتنافس على رفعه و إبرازه الإشقاء مقاتلو البلاك ووتر بجوار الرايات الخضراء إنما هو رايةٌ من رايات المسلمين المندثرة بفعل عوامل الطقس و التعرية الأخلاقية و القيَميَة التي أصابت نفوس ملوك العرب و سلاطينهم العظام حماة الإسلام و حراس العقيدة في بلاد منابع النفط و البترول و لولا ذلك الكردي صلاح الدين الأيوبي لظلت راية الصليب خفاقةً مرفرفةً جنباً إلى جنب مع نجمة داوود في بلاد العرب و المسلمين إلى اليوم !! و لولا العاصفة لما عرفنا هنا في اليمن بعد أربعة عشر قرناً من الزمان أننا لم نكن قد إعتنقنا الإسلام و لم ندخل في دين الله أفواجا و أننا لسنا – لولا منظري و عرابي العاصفة – سوى مجوساً و روافضاً، فكأنما ما جاءت هذه العاصفة إلا لتخرجنا من الظلمات الى النور و من عبادة النار إلى عبادة رب النار و برعاية كولومبية بلاك ووترية مباركة و دعمٍ لوجستيٍ أمريكيٍ غربيٍ إسرائيليٍ كريم تحت راية الصليب الخفاقة !! كفى إستحماراً للعقول أيها الطغاة و إستخفافاً بها !! إن لم تحترموا أنفسكم، إحترموا على الأقل عقول شعوبكم و لو حتى كما تحترمون عروض شاكيرا و أداء مادونا و نانسي و فعاليات أرب آيدل و ستار أكاديمي و نجم الخليج، إحترموا الإسلام الذي تزعمون إنتماءكم إليه و تحاربون بإسمه و تحت رأيته، إحفظوه بعيداً عن متناول أيدي عبثكم و مطامعكم !! أي حماقةٍ تلك التي تجعلكم و علماءكم تمارسون على شعوبكم و أمتكم نفس الدور الذي مارسه الصليبيون و رهبانهم في القرون الوسطى على شعوب أوروبا ؟! فهل إشتد لهم بذلك عوداً أو إستقام لهم ملكا ؟! أم أن شعوبهم إستفاقت فجأةً من غفلتها، فكنستهم إلى مزابل التاريخ ؟!! ستفيق شعوبكم يوماً و تكنسكم أنتم و عروشكم حتماً إلى مزابل التاريخ جزاءً بما مارستموه من إستحمار و إستغفال و إستخفاف بهم و بعقولهم على مدى عقودٍ من الزمن، و ما تحذيرات الرئيس الأمريكي أوباما لكم إلا مؤشراً حقيقياً عن وجود حراكٍ مجتمعي في أوطانكم سيفضي في ذروته إلى عاصفةٍ مرتدة مزمجرةٍ حقيقية لا تُبقي و لا تذر ..و إن غداً لناظرهِ قريبُ !! #معركة_القواصم